تجربتي مع صلاة التسابيح من التجارب الهامة التي ساعدت كثيرًا من الناس على قضاء حوائج الدنيا المختلفة، فالبعض يؤديها لتيسير الزواج، والبعض الآخر يقوم بها للتكفير عن الذنوب والبعض الآخر للرزق، وما شابه ذلك، ومن المؤكد أن هذه الصلاة من العبادات والطاعات التي تقرب العبد لربه.
تجربتي مع صلاة التسابيح
لقد كنت أنهيت الجامعة منذ 4 أعوام، والآن عمري 28 عامًا، وإلى الآن عندما يتقدم شخص لخطبتي، بعد أن يجلس معي يذهب بلا عودة، لقد كنا أقول إن الأمر قد يحدث، وأنه شيء طبيعي، ولكني لم أجد تفسير لهذا الأمر، فأنا دائمًا حريصة على أداء صلواتي والدعاء بشكل دائم، وعلى يقين تام بأن الله تعالى سييسر لي أموري.
لكن كان كلام الناس من حولي يجعلني أشعر بالحزن الشديد على هذا الحال الذي أنا عليه، إلى أنني كنت جالسة مع زوجة أخي ذات يومٍ وكنت أُحدثها عما أشعر به، وقد نصحتني أن أُصلي صلاة التسابيح، ولكني في البداية لم أكن أعلم ما الذي يحدث، بعد ذلك قمت بالبحث عنها لأعرف أكثر، خصوصًا إنها قالت لي وأكدت إنها قامت بتجربتها.
بالفعل تعرف على صلاة التسابيح وبدأت تجربتي مع صلاة التسابيح فقد وجدت إنها عبارة عن نوع من صلوات النوافل، وتم تسميتها بهذا الاسم؛ لأنها تحتوي على عدد كبير من التسابيح، مثل: “سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا إله إلا الله”، وغير ذلك من التسابيح الأخرى التي يتوجب تكرارها في الصلاة الواحدة.
يتكوّن عدد ركعات هذه الصلاة من 4 ركعات، دون تشهد أوسط كما هو الحال مع صلوات الفروض، على أن يتم قراءة سورة الفاتحة وبعض السور القصيرة الأخرى.
بالفعل قمت بهذه بأداء هذه الصلاة، وبعدها شعرت براحة نفسية كبيرة جدًا، حيث إنني كنت أعاني أيضًا من الضيق الشديد طوال الوقت، ولم أكن أدري ما هو السبب وراء ذلك، وداومت على أدائها حوالي أسبوعين، وجاءتني مكالمة من صديقة لي.
أخبرتني أن أخيها يرغب في التقدم لخطبتي، وأنه يحبني منذ فترة، ولكنه كان منتظر أن يتم تعيينه في شركة كبرى، وكنت وبالفعل تمت الخُطبة، وكنت في غاية السعادة بفضل توفيق المولى عز وجل والتزامي ب تجربتي مع صلاة التسابيح.
وقت صلاة التسابيح المستحب
تقول إحدى السيدات إنها كانت تشعر بالضيق الشديد طوال الوقت دون سبب مبرر، وأحيانًا تدخل في نوبات من البكاء المستمر، الأمر الذي جعل والدتها تقلق عليها، وقامت بالذهاب بها إلى الطبيب النفسي، وذلك لتقييم حالتها النفسية، لأنها كانت تخشى من أن تكون مصابة بمرض الاكتئاب.
لكن الطبيب أخبرها أنها فقط بحاجة إلى تغير جو، وطلب منها ممارسة بعض التمارين الرياضية، إلى أن جاءت صديقة والداتها لزياتها، وقالت لها أن تقوم بصلاة التسابيح مرتين يوميًا، وقد أخبرتها كيف تقوم بذلك، وذكرت أيضًا الوقت المستحب أدائها به، حيث قالت إنها من الممكن أن تقوم بأداء الصلاة في أي وقت ما عدا فقط الأوقات المكروه فيها أداء الصلاة، وهي:
- بعد صلاة العصر مباشرةً حتى موعد غروب الشمس.
- في وقت الظهيرة عند وقوع الشمس في منتصف السماء
- بعد صلاة الفجر مباشرةً حتى يصل ارتفاع الشمس مقدار رمح.
تقول الفتاة إنها قامت بأداء هذه الصلاة مرة واحدة في اليوم بشكل دائم حتى شعرت براحة نفسية كبيرة غير مسبوقة من قبل، فهي لم تتعدى الأسبوع، ولكن النتيجة حقًا مبهرة، وقررت أن تأخذها عادة، كما تفعل في صلاة الفروض، وذلك رغبةً منها في أن يفتح الله تعالى بينها وبين راحة البال والسكينة.
كيفية أداء صلاة التسابيح
ذكرت إحدى السيدات عبر إحدى منصات التواصل الاجتماعي أنها تقوم بأداء صلاة التسابيح التي تعتبر من الصلوات المباركة التي حثنا عليها نبينا الكريم –صلى الله عليه وسلم-، حيث قال إنها من الصلوات التي تيسير الأمور، وتريح النفوس.
بالفعل فقد كانت تُصليها، وبعد ذلك كانت تقوم بالدعاء لله تعالى، يستجيب سبحانه وتعالى، وسنتعرف الآن على طريقة أداء هذه الصلاة من خلال الآتي:
- في البداية يقوم الشخص بإقامة الصلاة، ثم يقوم بقراءة سورة الفاتحة وسورة الزلزال (مستحب)، ويقوم وهو قائم “سبحان الله، الحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر” 15 مرة.
- يقوم الشخص بالركوع بعد التسبيح الذي يتم قوله في العادة، يقول “سبحان الله، الحمد لله، لا إله الا الله، الله أكبر” ـ 10 مرات.
- بعد القيام من الركوع يقول الشخص “سمع الله لمن حمده حمدًا كثيرًا طيبا مباركا فيه”، ويليه بقول التسبيحات التي تأتي كما يلي: “سبحان الله، الحمد لله، لا إله الا الله، الله أكبر” – 10 مرات.
- خلال السجود وبعد قول التسابيح التي تقال عادةً، يقول الشخص: “سبحان الله، الحمد لله، لا إله الا الله، الله أكبر” – 10 مرات.
- بعد القيام من السجود وبين كل سجدة والأخرى، بعد قول الذكر المُعتاد، يتم قول: “سبحان الله، الحمد لله، لا إله الا الله، الله أكبر” – 10 مرات.
- يقوم مرة أخرى بالسجود وترديد تسابيح السجود التي ذكرنها في بالسجدة الأولى 10 مرات.
- بعد القيام من السجود، خلال جلوس الشخص في الاستراحة الخفيفة المأثورة بين السجدتين يقوم بقول: “سبحان الله، الحمد لله، لا إله الا الله، الله أكبر” 10 مرات
- يتم تكرار الخطوات ذاتها مع الثلاث الركعات الباقية، الأمر الذي يساوي حوالي 75 تسبيحة في كل ركعة، أي ما يقارب حوالي 300 تسبيحة في كل صلاة التسابيح، وقالت أن ذلك ما كنت أعتمد عليه في تجربتي مع صلاة التسابيح.
الدليل على صحة خطوات هذه الصلاة هو الحديث النبوي الشريف، حيث روى عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه:
“يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّاهُ! أَلَا أُعْطِيكَ! أَلَا أَمْنَحُكَ! أَلَا أَحْبُوكَ! أَلَا أَفْعَلُ لَكَ عَشْرَ خِصَالٍ! إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللهُ لَكَ ذَنْبَكَ: أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ، خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ، صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ، سِرَّهُ وَعَلَانِيَتَهُ.
عَشْرُ خِصَالٍ: أَنْ تَصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَسُورَةً، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ وَأَنْتَ قَائِمٌ قُلْتَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَهْوِي سَاجِدًا فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا.
ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُها عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُها عَشْرًا، فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً”.
تجربة مؤثرة لصلاة التسابيح مع قضاء الحاجات
يقول أحد الرجال أنه كان في ضيق شديد، حيث قام ببيع منزله وسيارته، وذلك لأنه كان بحاجة للمال لإجراء عملية جراحية لوالده، وكان يمر بأزمة مالية شديدة، وصعاب كثيرة، وقد نصحه صديق مقرب منه، بأن يقوم بصلاة التسابيح، وقول الأدعية التي تقال خلال هذه الصلاة أو بعدها مباشرةً، وهي تتمثل فيما يلي:
- “اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل اليقين، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وجد أهل الخشية، وطلب أهل الرغبة، وتعبد أهل الورع، وعرفان أهل العلم حتى أخافك”.
- “اللهم إني أسألك مخافة تحجزني عن معاصيك، حتى أعمل بطاعتك عملا استحق به رضاك وحتى أناصحك بالتوبة خوفا منك، وحتى أخلص لك في النصيحة حبا لك، وحتى أتوكل عليك في الأمور كلها، حسن ظني بك، سبحان خالق النور”.
فقد تفاجئ أن هناك شخص كان له أموال عنده، وكان مبلغ كبير، أعطاه إياه، وعندما علم بشأن والده، قام بعرض أموال أخرى له، ولكنه طلب من هذا الصديق أن يساعده في إيجاد عمل جديد، وبالفعل بعد فترة ليست طويلة، جاءته مكالمة من صديقه هذا، وقال له: سيتم تعينه معه في الشركة، وكان في غاية السعادة، وآخر ما قاله كانت هذه تجربتي مع صلاة التسابيح.
تجربتي مع صلاة التسابيح من التجارب المُثمرة التي ساعدتني كثيرًا في حل بعض الأمور التي كانت تزعجني، وخلصتني من الشعور بالضيق والهم.