الصحابية التي كُنّيت بأم أبيها هي

الصحابية التي كُنّيت بأم أبيها هي من أعظم وأكمل النساء على وجه الأرض، من المهم أن نعرف نحن كمسلمين أكثر عن الصحابيات، لكي نقتدي بهم لأنهم أطهر الخلق بعد الرسل والأنبياء، لذا لنتعرف على معلومات أكثر حول تلك الصحابية التي كُنيت بأم أبيها من خلال الموضوع.

الصحابية التي كُنّيت بأم أبيها هي

الصحابية التي كُنّيت بأم أبيها هي فاطمة الزهراء بنت أعظم البشر وأنقى إنسان، ابنة النبي الأعظم والرسول الأكرم، وهي أصغر بناته صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم، وهي أم الحسن والحسين وزوجة الصحابي الجليل وابن عم النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

أما عن سبب كنيتها بأم أبيها فذلك يرجع لرعايتها للنبي صلوات الله عليه وتسليماته منذ أن كانت صغيرة مثل ما ترعى الأم طفلها، فقد كانت للنبي ليست فقط ابنته، بل كانت بمثابة الأم العطوفة له، بل وكانت أكثر من ذلك رضي الله عنها، لذلك النبي كناها بأم أبيها تقديرًا وحبًا لما تقوم به من عطف وتقديم المحبة والمودة للنبي صلى الله عليه وسلم.

كما هو معلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أنجب أبنائه جميعهم من السيدة العظيمة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها ما عدا ولده من أم المؤمنين ماريا القبطية كما هو معروف عنها، أما عن فاطمة رضي الله عنها فهي أصغر بنات النبي صلى الله عليه وسلم والتي ولدت في السنة الخامسة من البعثة في شهر جمادى الثاني.

كما أنه هناك العديد من الآراء حول مولدها حيث إن البعض يقول إنها ولدت بعد الحادثة المشهورة وهي الإسراء والمعراج وقد كان عمر الرسول الكريم في هذا الحين خمسة وثلاثون من عمره المبارك، كما أنه بلغ عدد صحابة النبي صلى الله وسلم حينئذ مائة وأربعة عشر ألفًا، كما أن بينهم العديد من الصحابيات كذلك ومنهم الزهراء فاطمة بنت محمد.

قد أنجبت فاطمة البتول من علي بن أبي طالب أربعة من الأولاد ولدين وهما سبطا النبي الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب رضي الله عنها، توفيت رضي الله عنها بعد وفاة نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم بستة أشهر وكانت صاحبة علم وأدب والتي روت عن النبي ثمانية عشر حديثًا ورد منهم حديث في الصحيحين البخاري ومسلم.

أما عن الباقي رواه ابنها الحسين رضوان الله عليه وأم المؤمنين عائشة وأم سلمة وكذلك أنس بن مالك وغيرهم أيضا، كما جاء في العديد من الأحاديث التي تحدثت من مناقبها وفضلها رضي الله عنها، وكل هذا كان في إطار تعرفنا على الصحابية التي كُنّيت بأم أبيها.

بعض الأحاديث المروية عن أم أبيها فاطمة الزهراء

منه ما رواه عائشة رضي الله عليها عن فاطمة رضي الله عنها ” أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَرْحَبًا بابْنَتي، ثُمَّ أجْلَسَهَا عن يَمِينِهِ، أوْ عن شِمَالِهِ، ثُمَّ أسَرَّ إلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ، فَقُلتُ لَهَا: لِمَ تَبْكِينَ؟ ثُمَّ أسَرَّ إلَيْهَا حَدِيثًا فَضَحِكَتْ، فَقُلتُ:

ما رَأَيْتُ كَاليَومِ فَرَحًا أقْرَبَ مِن حُزْنٍ، فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قالَ، فَقالَتْ: ما كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى قُبِضَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلْتُهَا، فَقالَتْ: أسَرَّ إلَيَّ: إنَّ جِبْرِيلَ كانَ يُعَارِضُنِي القُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وإنَّه عَارَضَنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ، ولَا أُرَاهُ إلَّا حَضَرَ أجَلِي، وإنَّكِ أوَّلُ أهْلِ بَيْتي لَحَاقًا بي، فَبَكَيْتُ، فَقالَ: أَمَا تَرْضَيْنَ أنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أهْلِ الجَنَّةِ -أوْ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ؟ فَضَحِكْتُ لذلكَ”.

كذلك ما رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن فاطمة الزهراء أنها أتَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَسْأَلُهُ خَادِمًا، فَقالَ: ألَا أُخْبِرُكِ ما هو خَيْرٌ لَكِ منه؟ تُسَبِّحِينَ اللَّهَ عِنْدَ مَنَامِكِ ثَلَاثًا وثَلَاثِينَ، وتَحْمَدِينَ اللَّهَ ثَلَاثًا وثَلَاثِينَ، وتُكَبِّرِينَ اللَّهَ أرْبَعًا وثَلَاثِينَ ثُمَّ قالَ سُفْيَانُ: إحْدَاهُنَّ أرْبَعٌ وثَلَاثُونَ، فَما تَرَكْتُهَا بَعْدُ، قيلَ: ولَا لَيْلَةَ صِفِّينَ؟ قالَ: ولَا لَيْلَةَ صِفِّينَ“.

كما أن المسور بن مخرمة روى عن فاطمة رضي الله عنها وأرضاها عند سماعها أن علي بن أبي طالب ذهب لخطبة ابنة أبو جهل وهذا جاء في رواية أنَّ عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ بنْتَ أَبِي جَهْلٍ، وَعِنْدَهُ فَاطِمَةُ بنْتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَلَمَّا سَمِعَتْ بذلكَ فَاطِمَةُ أَتَتِ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَتْ له:

إنَّ قَوْمَكَ يَتَحَدَّثُونَ أنَّكَ لا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ، وَهذا عَلِيٌّ نَاكِحًا ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ. قالَ المِسْوَرُ: فَقَامَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ، ثُمَّ قالَ: أَمَّا بَعْدُ، فإنِّي أَنْكَحْتُ أَبَا العَاصِ بنَ الرَّبِيعِ، فَحدَّثَني، فَصَدَقَنِي وإنَّ فَاطِمَةَ بنْتَ مُحَمَّدٍ مُضْغَةٌ مِنِّي، وإنَّما أَكْرَهُ أَنْ يَفْتِنُوهَا، وإنَّهَا، وَاللَّهِ لا تَجْتَمِعُ بنْتُ رَسُولِ اللهِ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَبَدًا قالَ: فَتَرَكَ عَلِيٌّ الخِطْبَةَ”.

وفاة فاطمة الزهراء

ماتت فاطمة الزهراء رضي الله عنها في اليوم الثالث من رمضان وهي في سن التاسع والعشرون من عمرها وكانت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم إنها أول أهله لحاقًا به، صلى عليها زوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد أن قام بتغسيلها هو والصحابية الجليلة أسماء بنت عميس رضوان الله عليهم أجمعين.

كانت قد أوصت زوجها أن يدفنها ليلًا، فهي الصحابية التي كُنّيت بأم أبيها، ولقد حزن عليها المسلمون جميعهم والصحابة بكوا على ابنة حبيبهم ورسولهم بكاءً يدمي القلب وقد كان أشدهم حزنًا عليها هو زوجها وهو الذي يعرفها جيدًا حتى أنشد لفراق حبيبته وقال:

لكلِّ اجتماعٍ من خليلَين فُرقةٌ

وكلُّ الذي دون الفراق قليل

وإن افتقادي واحداً بعد واحد

دليلٌ على أن لا يدومَ خليلُ

أصل فاطمة الزهراء

هي فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة، بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

إن لفضل فاطمة الزهراء لعظيم الأثر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلينا جميعًا فهي ابنة خير البشر وزوجة خليفة المسلمين علي بن أبي طالب.

Scroll to Top