تجربتي مع تليف الرحم كانت مختلفة عن كافة التجارب التي سمعت عنها، ذلك لأن تليف الرحم في حالتي كان في حالة متقدمة، فإن تليف الرحم مرض خطير قد يتسبب في مضاعفات بالغة نتيجة لتأثيره على الحمل والإنجاب، لذا يجب التعرف على طرق علاجه وكيفية الوقاية منه.
تجربتي مع تليف الرحم
تليف الرحم أحد أكثر المشكلات الصحية التي تواجه النساء، بمجرد بلوغ المرأة عمر الـ 45 عامًا تبدأ الأعراض في الظهور عليها، وهذا ما عانيت منه خلال تجربتي، فإن هذه المشكلة تصيب أكثر من 65% من النساء، وهي تكون عبارة عن بعض الأورام الحميدة التي تبدأ في النمو على جدار الرحم.
يكون أصل نموها هو العضلات الملساء الموجودة على هذا الجدار، قد يصبح حجم هذه الألياف أكبر في حالات التبويض أثناء فترة الخصوبة، ويصغر الحجم قليلًا بعد وصول المرأة إلى سن اليأس.
النساء الأكثر عرضة لهذه الأعراض هم المصابين بالسمنة المفرطة، وذلك لأنها تتأثر بتركيزات هرمونات الأنوثة مثل الاستروجين والبروجيسترون، مما قد يسبب تغيرات في ألياف الرحم بمرور الوقت.
في حالتي تعرضت لها بسبب التغيرات الهرمونية ووصولي لسن اليأس، ولكن عند ذهابي للطبيب أخبرني بأن هناك الكثير من الحلول العملية التي تم توفيرها مؤخرًا، ومن ثم استخدم معي الحل المناسب لحالتي، وقد قلت الأعراض التي عانيت منها تدريجيًا.
أعراض الإصابة بألياف الرحم
قد لا تعرف بعض النساء بأعراض تليف الرحم، ولكن في إحدى الندوات الطبية التي كنت أحضرها، أصرت إحدى النساء اللواتي مررن بتجربة الإصابة بتليف الرحم على إخبار النساء الأخريات بأعراض الإصابة، وحتى يتخذن حذرهن ويحاولن علاج المشكلة في بدايتها قبل أن تتفاقم.
فقالت: اليوم سوف أخبركم عن أعراض الإصابة بتليف الرحم، وذلك بناءً على تجربتي، لكن هذه الأعراض ليس من المشترط أن تتشابه في كل الحالات، فقد تختلف من حالة لأخرى في بعض الاختلافات الطفيفة، فيما يلي أبرز هذه الأعراض:
- تغير في لون البول: قد يتغير لون البول نتيجة الإصابة بتليف الرحم، كما تزداد كمية البول، وذلك بسبب تأثير ألياف الرحم على ألياف المثانة.
- الشعور بآلام في الحوض: تكون هذه الآلام بسبب نمو الألياف في منطقة الرحم، مما يسبب ضغط على عظام الحوض بسبب زيادة حجم الرحم.
- تؤثر على الحمل: قد تتسبب ألياف الرحم إصابة الحمل بمشكلات خطيرة كالإجهاض والولادة المبكرة، مما قد يؤدي ذلك إلى اللجوء إلى عملية الولادة القيصرية.
- اضطرابات الدورة الشهرية: تتمثل الاضطرابات في زيادة كمية الدم المفقود أثناء فترة الدورة الشهرية، بالإضافة إلى أن الفترة تزداد عن الطبيعي، وتزيد الآلام الناتجة عنها، في الغالب تحدث هذه الاضطرابات بسبب تكون ألياف الرحم قريبة من البطانة وبالتالي تتسبب في نزيف كثير من الدماء.
- آلام ممارسة العلاقة الجنسية: من الأعراض الشائعة للتليف، وذلك يكون بسبب تضخم حجم الرحم وبالتالي يبدأ بالضغط على كافة أعضاء الجهاز التناسلي الأنثوي.
كما أضافت السيدة التي تناولت أعراض تليف الرحم بأن الأعراض تختلف بحسب نوع التليفات التي أصابت الرحم، فهناك أنواع كثيرة من التليفات، كل نوع منهم يتصف بمجموعة معينة من الأعراض، فيما يلي هذه الأنواع بالتفصيل:
ألياف الرحم المسوقة | تليفات مزودة بعنق، تمتد إلى تجويف الرحم، أو المنطقة الخارجية له. |
ألياف الرحم الداخلية | هي التليفات التي تتشكل داخل جدار الرحم. |
ألياف الرحم تحت المصلية | أكثرهم انتشارًا، تكون تحت الغشاء الذي يغطي الجهة الخارجية للرحم. |
ألياف الرحم تحت المخاطية | توجد تحت الطبقة التي تبطن الجهة الداخلية للرحم، وهو نوع نادر الحدوث. |
عوامل خطورة تليف الرحم
مع تأخر الحالات المصابة بتليف الرحم في العمر، فإن الأضرار وعوامل الخطورة تبدأ في الازدياد، هذا ما عرفته عندما قصصت لي إحدى صديقاتي أنها كانت تعاني من تليف الرحم أثناء حملها، على الرغم من أنها كانت صغيرة السن، لكنها أصيبت بتليف الرحم، فقالت لي صديقتي:
لقد عانيت بشدة من أضرار تليف الرحم، فكاد أن يضيع عليّ حلم الإنجاب، فإني كنت سأصاب بالإجهاض لولا أن طبيبي قام بإجراء عملية ولادتي قصيريًا، واستكملت، عرفت من تجربتي أن له أضرار مختلفة ولا تعتمد على سن معين، فإن الجميع معرض للإصابة بنفس الأضرار، فيما يلي أبرزها:
- إبطاء معدل نمو الجنين أثناء حمل المرأة، فقد يسبب ذلك ولادة الطفل مشوه أو مصاب ببعض العيوب الخلقية أو غير مكتمل النمو.
- قد تصاب المرأة بالإجهاض إن لم تتابع بشكل سليم حالتها الصحية مع الطبيب المختص، فإن حدوث الإجهاض نسبه تزيد في حالة إصابة الحامل بتليف الرحم.
- انفصال المشيمة قد يحدث للمرأة بسبب الآلام الناتجة عن تليفات الرحم، والذي قد يزيد من إمكانية التسبب في خطر ضعف وصول الأكسجين والمغذيات إلى الجنين.
- حالة الطفل المقعدي قد تحدث في حالة إصابة المرأة بتليف الرحم، وفي هذه الحالة تكون الولادة الطبيعية أصعب ما يمكن لأن الطفل يكون آخذّا لوضعية غير سليمة في الفترة الأخيرة من شهور الحمل.
يوجد أيضًا بعض المضاعفات التي بإمكانها الحدوث والتسبب في أضرار وخيمة في حالة لم تعالج أليف الرحم بشكل سليم وفي الوقت المناسب، ومن أبرز هذه المضاعفات الإصابة بالعقم أو ضعف الخصوبة، إلى جانب ما يلي:
- تكوّر الألياف الرحمية، والذي قد يؤثر على الدورة الشهرية مما ينتج عنه الحاجة الماسة لإجراء عملية جراحية لاستئصال هذه التليفات.
- الإصابة بعدوى المسالك البولية.
- الشعور بالآلام الشديدة غير القابلة للاحتمال.
- فقر الدم الذي يمكن أن تصاب به المريضة عند النزيف الشديد.
طرق علاج تليفات الرحم
في المراحل الأولى من الإصابة بتليف الرحم لا يقلق الأطباء، فهم يفضلون الانتظار ومتابعة عملية نمو الألياف شيئًا فشيئًا للتأكد من طبيعية هذه الألياف، عند سؤال إحدى السيدات على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك حول كيف تم علاجها من تليفات الرحم، قالت إن الطبيب عرض عليها كافة طرق العلاج.
كما رشح لها الطريقة الأنسب لحالتها، ثم استكملت: كانت تجربتي مختلفة فقد كنت أعاني من أمراض مزمنة أخرى، فقد كنت مصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم، لذلك كان العلاج الدوائي بالنسبة لي من المستحيلات نظرًا للتعارض الذي يمكن أن يحدث، وجاءت طرق العلاج على النحو التالي:
- التدخل الجراحي: يعرف في حالات علاج التليفات الرحمية بالتدخل الجراحي التحفظي، وذلك لأنها تكون عملية استئصال الورم الليفي بدقة شديدة، ويحرص فيها الطبيب على سلامة جدار الرحم، ذلك لضمان الحفاظ على القدرة الإنجابية للمرأة فيما بعد، قد تتم هذه العملية باستخدام المنظار.
- الأساليب بسيطة التوغل: تدمر هذه الأساليب الورم الليفي، حيث تعمل على قتل خلاياه دون التخلص من الألياف بشكل جراحي، فقط تبطل قدرتها على النمو، يكون أحد هذه الأساليب هو سد شريان الرحم، وبالتالي قطع الإمداد الدموي عن الألياف مما يسبب موتها.
- العقاقير الطبية: كالأدوية التي تساعد على تنشيط أحد الهرمونات لكي يواجه نشاط الغدد التناسلية، وبالتالي خفض مستويات هرموني البروجسترون والاستروجين، مما يعمل على خفض حجم الأورام الليفية، لكن هذه الطريقة لا تقضي تمامًا على الألياف، ولكن تخفف من أعراضها فقط.
- استئصال الرحم: تتم هذه الخطوة في الحالات الميؤوس منها، التي يكون فيها التليف قد سيطر على الرحم بشكل كبير، ويكون هذا الأسلوب اختياري، ويطرح على النساء اللواتي مررن بفترة انقطاع الطمث، ومن مميزات هذا الحل أنه دائم.
يعتبر تليف الرحم من الأمراض الخطرة التي تصيب المرأة مع التقدم في العمر، قد يكون سببًا في القضاء على حلم الإنجاب لذا يجب علاجه بأسرع وقت ممكن، ومحاولة تجنب الأسباب المؤدية له.