تجربتي مع تكيسات الثدي قد تفيد النساء الأخريات، ذلك لأن مرض تكيسات الثدي يشكل خطر كبير على صحة النساء، ويجعلهم متخوفين من تفاقم الإصابة وتحول التكيسات إلى أورام سرطانية، لكن باتباع طرق العلاج الصحيحة، والتعرف على كافة نواحي المرض وكيفية التعامل معه، سيكون التخلص منه أسهل ما يمكن.
تجربتي مع تكيسات الثدي
تكيسات الثدي واحدة من الأمراض الخطيرة التي تصيب المرأة، وكنت أنا واحدة من ضمن النساء اللواتي تعرضن للإصابة به، لذا فمن خلال تجربتي سوف أقص لكم معاناتي معه، فقد أصبت به عندما كنت في الـ 40 من عمري، وعانيت من بعض الأعراض والآلام، مما جعلني أشك فيما إذا كنت مُصابة بأحد الأورام السرطانية مثل سرطان الثدي أم لا.
لكن حينما ذهبت للطبيب وقام بعمل الفحوصات اللازمة عرفت أني مُصابة بما يعرف بتكيسات الثدي، والتي تتكون أحيانًا على هيئة عدة أكياس، وفي بعض الحالات على هيئة كيس واحد فقط كبير، كما عرفت من الطبيب أن المرض يصيب النساء اللواتي اقتربن لسن اليأس واللواتي يمرون بمرحلة ما قبل انقطاع الدورة الشهرية.
ما طمأنني له الطبيب هو أن هذه التكيسات لا تتحول مطلقًا إلى أن تكون أورام سرطانية، وطلبت منه وصف البرنامج العلاجي المناسب لحالتي، فإنه حسب أنواع التكيسات يتم العلاج، وقد انقسمت أنواع التكيسات إلى:
- الأكياس الصغيرة: تكون دقيقة الحجم وكثيرة العدد، لا يسهل الكشف عنها، ولكن باستخدام أجهزة الفحوصات التصويرية مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية، أو جهاز الماموجرام، وعليه يبدأ علاجها بالطرق المناسبة.
- الأكياس الكبيرة: تسبب آلام هائلة عند الضغط على الثدي، كما يمكن الشعور بها من خلال الكشف اليدوي، ويكون حجمها كبير ويبلغ قطرها حوالي 3 إلى 5 سم.
كيف تعرفين أنكِ مصابة بتكيسات الثدي؟
في أغلب الأحيان لا تظهر أعراض التكيسات بشكل واضح وصريح، ولكنّها تظهر دومًا مع مرور الوقت، فعلى سبيل المثال، إحدى النساء اللواتي عانين من هذا المرض قالت: تجربتي كانت على وشك أن تؤدي بي للموت، حسب قولها، وذلك لأنها لم تكن تعلم بأنها مصابة بالتكيسات.
ذلك بسبب أنها لم تنتبه إلى الأعراض التي وقعت بها، بسبب الأعراض كانت غير واضحة، ولكن على الرغم من ذلك أكد لي الطبيب أن الأعراض تكون واضحة في بعض الحالات، ولكنّها تختلف فقط من حالة للأخرى، وجاءت كافة الأعراض كالتالي:
- يزداد حجم الثدي أثناء فترة الدورة الشهرية، ويبدأ في التقلص بعد مرور فترة الطمث، ويكون ذلك بسبب تغير حجم الأكياس بتغير تركيز هرمونات الأنوثة.
- في أغلب الأحيان يكون لمس الثدي مؤلمًا، ولكن هذا العرض غير شائع ويحدث فقط في الحالات المتأخرة من المرض.
- قد يصبح الثدي أكثر تكورًا وذلك بسبب أنه يأخذ شكل التكيسات، كما أن الأكياس قد تكون متحركة ويمكن الشعور بها.
- قد تصاب المرأة ببعض اضطرابات الجهاز الهضمي والإصابة بالمغص الشديد، نتيجة الاضطرابات الهرمونية التي تؤثر على كافة وظائف الجسم الحيوية.
بالتالي فإن هذه الأعراض لا تكون كافية لتشخيص المرض بدقة، لأنها غير ثابتة وتختلف من امرأة لأخرى، فيتم التشخيص من قِبل الطبيب بأحد الطرق التالية:
- عمليات الوخز أو الخزعة، والتي تتم بأخذ عينة من الثدي ومن ثم فحصها تحت الميكروسكوب ويتم رؤية ما تحتوي أنسجة الثدي، وعليه يتم تحديد العلاج المناسب للحالة.
- كما يتم استخدام الطرق الحديثة في الكشف عن الأمراض مثل التصوير بالأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية.
- يقوم بطرح بعض الأسئلة على المريضة لمحاولة معرفة تاريخها المرضي.
- يسأل حول ما إذا كان هناك تغيرات في شكل الحلمة أو إفرازات داكنة اللون تخرج منها.
- السؤال عما إذا كان هناك أحد من أقارب المريضة أصيب بسرطان الثدي من قبل.
- يهتم بمعرفة العمر الذي بدأت الدورة الشهرية فيه، وموعد انقطاع الطمث إن وجد، كما يقوم بالفحص اليدوي لمنطقة تحت الإبطين للتأكد من عدم وجود تورم في العقد الليمفاوية الموجودة في هذه المنطقة.
علاج تكيسات الثدي
قصت هذه الرواية إحدى النساء، والتي عانت من تكيسات الثدي، فقد قالت لي عندما قابلتها في النادي الاجتماعي المشترك بيننا، أنها أخيرًا تخلصت من مشكلات الثدي، وأنها في مرحلة النقاهة من العلاج، فقد كانت مسرورة جدًا لأن الطبيب كان مشتبه بإصابتها بسرطان الثدي، ولكن كان الاشتباه خاطئ، ثم استكملت قائلة: تجربتي أشعرتني بالذعر.
ذلك لأنني لم أكن أتخيل بأن الخطر قريب مني لهذه الدرجة، ولكن بحمد الله تم الشفاء، ومن بعدها صرت أكثر اهتمامًا بصحتي، ثم قالت لي أن المرض خطير، ولكن في حالة تقدمه وتطوره، أمّا في الحالات البدائية منه فيكون العلاج أسهل، وفيما يلي طرق علاجه التي اتبعها الطبيب معي:
أولًا: العلاج الهرموني
يعتبر الحل الأمثل للتخلص من تكيسات الثدي، وذلك في الحالات المتقدمة فقط، ويتم اختيار هذا النوع من العلاج بسبب أنه مناسب لأغلب الحالات المرضية، ويتم من خلال تناول أحد العقاقير مثل دواء التاموكسيفين، وهو عبارة عن حبوب يتم استخدامها لمنع الحمل، كما أن هذه الحبوب تساعد في عملية القضاء على اضطرابات الدورة الشهرية، من خلال تنظيم إفرازات الهرمونات الأنثوية.
ثانيًا: الوخز بالإبر
قد يتم علاج تكيسات الثدي من خلال شفط السائل الموجود داخل الأكياس باستخدام إبرة رفيعة، وتشمل هذه العملية بالخطوات البسيطة التالية:
- يقوم الطبيب بتحديد منطقة تكون الكيس الموجود به السائل المراد شفطه، يكون ذلك باستخدام الفحوصات التصويرية.
- يُدخل أحد الإبر الرفيعة المُخصصة لذلك ومن ثم يسحب كل السائل الموجود داخل تكيسات الثدي.
- إذا كان لون السائل أصفر أو عديم اللون فإن الحالة آمنة ولا يوجد ما يدعو للقلق، أمّا إذا كان السائل بني أو يميل إلى الحُمرة فهذا دليل على اختلاطه بالدم، وهذا يشير إلى خطرٍ ما ويجب إرسال عينة من الخزعة لكي يتم فحصها بعناية في المختبر.
- يتم فحص الثدي بشكل دوري بعد عملية الوخز بالإبرة، ثم يتم متابعة المريضة على مدار 6 شهور، لضمان عدم نمو هذه الأكياس مرة أخرى.
ثالثًا: التدخل الجراحي
يمكن أيضًا التخلص من تكيسات الثدي من خلال التدخل الجراحي، ويكون ذلك من خلال استئصال الطبيب لهذه الأكياس، وهي من أفضل طرق العلاج المُجدية التي تعمل على التخلص من الأكياس تمامًا دون وجود أي آثار سلبية، ويتطلب التدخل الجراحي عدة خطوات يقوم بها الطبيب، وهذه الطريقة هي التي جعلت تجربتي تمر بسلام، وكان الإجراء كالتالي:
- يتم استعمال التخدير الكُلي للمريضة.
- يقوم الطبيب بعمل فتحة صغيرة في منطقة الإبط في الجانب المُصاب من الثدي، بالأخص المكان الأقرب إلى الإصابة بالتكيسات.
- يستخدم الطبيب أحد الأجهزة المتخصصة في الشفط والتي تستعمل في عمليات شفط الدهون، فيعمل هذا الجهاز على شفط الأكياس الموجودة بالثدي، بعد هذه العملية يتطلب الأمر متابعة جيدة للمريضة، لضمان عدم الإصابة بأي أعراض أخرى، أو تطور الأمر إلى الإصابة بسرطان الثدي.
الأعشاب الطبيعية لعلاج تكيس الثدي
على الرغم من أن الطب تقدم بشكل كبير، ووجدت طرق عديدة يتم من خلالها علاج التكيسات، إلا أن هُناك بعض الطرق الطبيعية التي سمعت عنها التي تعمل على علاجها أو التقليل من خطورتها، والتي تعرفت إليها من أحد المنشورات على فيس بوك.
كما ذكرت السيدة فوائد هذه الأعشاب وأن نتائجها كانت إيجابية معها، ثم هاجمتها إحدى السيدات في تعليق على المنشور قالت لها إن هذه الطرق لا تجدي نفعًا، وأن الطرق الطبية هي الأفضل، ثم ردت عليها صاحبة المنشور قائلة: أنا أعرف ذلك، وكنت أفكر مثلك تمامًا، لكن تجربتي وعلاجها بالأعشاب هو ما غيّر وجهة نظري.
فقد استخدمت أحد الأعشاب بناءً على وصف أحد الأصدقاء وقد بدأت الأعراض في التراجع تدريجيًا وفجأة اختفت الآلام، وقد شُفيت من هذه الأكياس، وعندما ذهبت للطبيب حتى يفحصني وجد آثار لوجود أكياس في الثدي، ولكنها انحصرت، قد تكون هذه الطريقة غير فعّالة مع بعض النساء وهذا قد يتوقف على الحالة، إلى أنني قد أجدت نفعًا معي، وكانت وصفة العلاج كالتالي:
المكونات
- ملعقة كبيرة من مسحوق الزنجبيل
- كوب كبير من الماء
- ملعقة من عسل النحل الأصلي
طريقة التحضير
- يتم وضع الزنجبيل في الماء، والتقليب حتى يمتزجوا معًا، ثم وضع الخليط على النار حتى يغلي.
- يمكن تحلية الخليط باستخدام عسل النحل وتركه حتى يبرد ومن ثم تناوله، ويتم تكرار شرب هذه الوصفة 3 مرات في اليوم.
تكيسات الثدي مرض خطير، ولكن يمكن تلافي أضراره من خلال علاجه في مراحله الأولى، والتعرف على طرق الوقاية منه والتخلص من الأسباب المؤدية إليه قبل أن تسوء حالة التكيسات.