تجربتي مع تعقيم قطتي

تجربتي مع تعقيم قطتي كانت مُثيرة للجدل، حيث جمعت ما بين الآراء المؤيدة والمعارضة لها، فعلى الرغم من أنها إجراء طبي إلا أن لديها المميزات والسلبيات وذلك ما تعرفت عليه من خلال تجربتي وحرصت على نقلها لكل من يهتم بتربية القطط والحيوانات الأليفة كي يقوم بالإجراء الصحيح.

تجربتي مع تعقيم قطتي

منذ الصغر وأنا أعشق تربية الحيوانات الأليفة في المنزل وبشكل خاص القطط، فعلى مدار عُمري قمت بتربية العديد منها وكنت على مدار سنوات التربية أمنحهم حق التزاوج والتكاثر وذلك لأنها طبيعية فطرية بداخل كل كائن حي.

لكنني كنت غير قادرة على تحمل عدد كبير من القطط في منزلي، فكنت اضطر لبيع القطط الصغيرة أو منحها لمن يرغب في تربية قطة، ولكني دومًا ما كنت أشعر بالذنب والقلق تجاههم، وهل هم الآن في أمان أم يتعرضون للإهمال والتعذيب.

كاد التفكير أن يسبب لي الضغط النفسي إلى أن ذهبت للطبيب البيطري، وشرحت له موقفي وقال لي أن الحل الأمثل في هذه الحالة هو تعقيم القطة، على الرغم من أنني كنت أشعر أن هذه العملية ضد طبيعة الكائن الحي وتدخل في خلق الله سبحانه وتعالى، ولكن الطبيب بدأ يسرد لي فوائد هذه العملية والتي تتمثل فيما يلي:

  • التقليل من الرغبة الجنسية لدى الذكور أو الإناث من القطط.
  • عدم رغبة القط الذكر في البحث عن قطة أثنى، وهو ما يجعله هادئًا أكثر.
  • الحفاظ على حياة القطط للعيش في مرحلة آمنة دون تشرد في الشوارع.
  • ابتعاد القطط عن السلوكيات العشوائية التي كانت تقوم لها لجذب القطط الغريبة لها.
  • التقليل من فرص إصابة القطط بالأمراض المنتشرة.
  • منع شجار القطط المستمر.
  • التقليل من إصابة القطة بسرطان الرحم أو المبيض.
  • الوقاية من الاضطرابات التي تصيب القطط الإناث على وجه الخصوص.
  • السيطرة على عملية إنجاب القطط والتي في حالة الإفراط بها تؤدي لإصابة الإناث بالأمراض في المعدة.
  • التقليل من فرص الإصابة بسرطان الثدي.
  • القدرة على التحكم في سلوك القطط، والتقليل من التشاجر المستمر بين الإناث والذكور.

اقتنعت بوجه نظر الطبيب وبالفعل أجريت العملية، ومن خلال مروري بتجربتي مع تعقيم قطتي أنصح كل من يربي قطط بالمحافظة عليهم وتوفير عنصر الأمان والاستقرار وإجراء هذه العملية لضمان حياة أفضل لهم.

أضرار عملية تعقيم القطط

بعد اقتناعي التام بتجربتي مع تعقيم قطتي، حرصت على نقلها إلى كل من يربي قطط على مواقع التواصل الاجتماعي؛ وذلك لأنها الوسيلة الوحيدة التي تساهم في نشر التوعية بشكل أكبر، وبعد منشوري رأيت الكثير من التعليقات التي تتباين في الرأي ما بين مؤيد ومُعارض.

حيث قالت آلاء: كنت أربي قطة لمدة خمس سنوات، وعلى مدار هذه الفترة تزوجت أكثر من مرة وكنت أعاني معها من التصرفات العشوائية التي تطرأ عليها في فترة التزاوج، وعلى الرغم من أنني غير مؤمنة بفكرة منع القطط من التزاوج بعملية التعقيم، إلا أنني لجأت إليها.

بعد إجراء العملية شعرت بالندم الشديد، خاصةً أن قطتي تعرضت للآثار الجانبية التي أودت بصحتها، والتي تتمثل فيما يلي:

  • إصابة القطة بالالتهابات، وذلك ناتج عن تعرض جرح العملية للملوثات.
  • تعرض القطة إلى النزيف الدموي الشديد بعد الانتهاء من العملية.
  • في بعض الأحيان تؤدي العملية إلى كثرة استفراغ القطة.
  • إصابة القطط بالجفاف، لذا يجب في هذه الحالة الحفاظ على تقديم أطعمة تحتوي على نسبة عالية من البروتينات للحفاظ على صحة القطط.
  • لا يمكن للقطط تناول الطعام والشراب بعد العملية لفترة من الوقت بسبب تأثير البنج، وذلك ما يعرضهم للشعور بالاختناق.
  • فقدان رغبة القطط ب
  • تناول الطعام بالمعدل الطبيعي.

كيفية إجراء عملية تعقيم القطط

على النقيض الآخر، جاءت إلهام لتؤكد أهمية عملية تعقيم القطط، وبدأت حديثها قائلة: يجب على المُربي الذي اتخذ هذا القرار أن يستعين بطبيب بيطري ذو كفاءة عالية، والتذكير دائمًا أن القطط أرواح خلقها الله تشعر بالآلام مثل الإنسان تمامًا، ولا يمكن إهمال ذلك.

استكملت حديثها: عندما لجأت للطبيب لإجراء هذه العملية للحفاظ على صحة قطي من الإصابة بالأمراض المُعدية، قام الطبيب بالعديد من الخطوات والتي تتمثل فيما يلي:

  1. منح القطط إبرة التخدير الكامل، حتى لا تشعر بالألم.
  2. البدء في عملية التعقيم باستخدام أدوات نظيفة ومُعقمة.
  3. قبل أن يستيقظ القط من التخدير يُمنح إبرة أخرى لتقلل من شعوره بالألم بعد العملية والتي قد يستمر مفعولها لأكثر من ثلاثة أيام.
  4. ترك القط في العيادة أو المستشفى البيطرية لعدة ساعات بعد العملية، لمراقبة مستواه الصحي والاطمئنان من نجاح العملية.
  5. يجب توفير مكان بعد العملية للقط في المنزل مُعقم وبه وسائل الراحة، حتى لا يُعرض للإصابة بالالتهابات.
  6. عدم تعرض القط للمواد العطرية والأتربة والغبار وغيرها من المواد الأخرى التي تؤدي لتلوث الجرح.
  7. الحفاظ على هدوء القط خلال الأيام الأولى من العملية، والحد من لعبه وقفزه والجري المعتاد للقطط، حتى لا يتعرض للمضاعفات.

الجدير بالذكر أن عملية التعقيم تستمر لفترة قد تصل إلى 12 ساعة، ولا يجدر به تناول الماء قبل العملية بمعدل 3 ساعات، وذلك للحصول على نسبة عالية لنجاح العملية.

كيفية الاهتمام بصحة القطط بعد عملية التعقيم

عبر مروري بتجربتي مع تعقيم قطتي، هناك مجموعة من النصائح التي يجب الالتزام بها بعد التأكد من نجاح العملية، وذلك للحفاظ على صحة القط من المُضاعفات، وتتمثل هذه الإرشادات فيما يلي:

  • الاهتمام بمكان نوم القطط بعد العملية، فيجب أن يكون على قدر كبير من الراحة، والدفء.
  • الابتعاد عن إجراء العملية خلال فترة التزاوج فمن الأفضل أن يكون قبل هذه الفترة بحد أقصى ستة أشهر.
  • تقديم للقطط الأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من البروتينات والعناصر الغذائية الهامة لتعويض نقص هذه العناصر بالجسم بعد العملية.
  • في بعض الأحيان قد تتناول القطط الطعام بشراهة بعد العملية، فيجب التعامل مع ذلك بحرص حتى لا يُصاب بالسمنة المُفرطة.
  • إذا لاحظت إصابة القط بالالتهابات بعد العملية، يفضل استخدام مرهم فيوسيدين على الجرح لتسريع شفاء الجروح.

حكم الدين الإسلامي عن عمليات تعقيم القطط

تسببت تجربتي والعديد من التجارب الأخرى في إثارة حالة من الجدل حول حرمان تلك الحيوانات البريئة من فطرتها التي خلقها بها الله سبحانه وتعالى، ولكن ثبت من خلال الدراسات الطبية أن عملية التعقيم تؤدي إلى التقليل من مستويات الهرمونات الضارة في أجسام القطط، ولا يتعارض الأمر مع فطرة القطط في الزواج.

حيث في حالة ارتفاع مستويات هرمون الاستروجين والبروجيسترون في جسم القطط يزيد شعورهم بالتوتر والقلق ومن ثم ترجمة هذه المشاعر على هيئة سلوك عدواني وذلك ما ينتج عنه الشجار القتالي الذي يستمر ما بين القطط وبعضهم البعض، والتي تساعد عملية التعقيم في التقليل من حدوثه.

كما أكد الإمام ابن الباز البخاري الحنفي أن الدين الإسلامي لا يُحرم عمليات تعقيم القطط، وذلك استنادًا إلى رأيه في إخصاء القط: “إنه لا بأس به إذا كان فيه منفعة، أو دفع ضرره” (المحيط البرهاني 5/ 376).

مؤكدًا أن تقليل الغريزة الجنسية لدى القطط لا يعرضها للإصابة بالضرر النفسي بل إن ذلك يساعد في حماية القطط من التعرض للمزيد من التشرد والقتل والأذى من قبل عديمي الرحمة.

تربية القطط تُحتم على المُربي أن يأخذ في عين الأعتبار أنه مسؤول عن الحالة الصحية والنفسية للقط، والتعامل معها باهتمام وحرص وتوفير كافة سُبل الراحة التي تجعله مستقرًا وآمنًا.

Scroll to Top