تجربتي مع الورم الليفي والحمل

تجربتي مع الورم الليفي والحمل كانت شاقة جدًا، إذ أن هذا الورم يؤدي للعديد من المضاعفات التي كانت تقلقني وتخيفني، ولكن الحمد لله استطعت أنجاب طفلي دون أي عيب، ولذلك أردت مشاركة تجربتي وتجارب الآخرين التي ساعدتني على تقبل هذه المشكلة وعلاجها بفضل الله.

تجربتي مع الورم الليفي والحمل

كنت أعاني من ألم شديد للغاية، ولم أكن أعرف ما سببه، حتى اكتشفت أنني حامل وبدأت بالمتابعة مع طبيبة، وخلال فترة الحمل كنت أشعر بالألم يتضاعف، ولم يكن بوسعي الجلوس أو القيام لفترات طويلة، لذلك حين ذهب للطبيبة وحكيت لها ما أشعر به من أعراض.

قالت لي أن هذا أمر طبيعي لأني أعاني من ورم ليفي، وأنه متواجد من مدة زمنية تسبق الحمل، وهو السبب في الألم الذي أشعر به لأنه يؤدي إلى العديد من الأعراض، والتي تشتد مع مراحل الحمل لأنه يكبر معها، وتتمثل الأعراض فيما يلي:

  • ألم شديد في الظهر.
  • إحساس بالضغط والوجع عند منطقة أسفل البطن.
  • التعرض لتقلصات مؤلمة مشابهة لأعراض الدورة الشهرية.
  • الاحتياج للتبول بكثرة أو عدم الراحة أثناء التبول.
  • الإصابة الإمساك المزمن أو حركة الأمعاء المؤلمة خصوصًا إذا كان حجم الورم كبير وضاغط على هذه المنطقة.

ثم أخبرتني أنها لا يسعها القيام بأي شيء سوى اعطائي بعض الأدوية لتخفيف الأعراض، وبعد الولادة ستقوم بإزالته، لذلك فإن تجربتي كانت مؤلمة، ولم أتمكن من التخلص منها بسهولة.

أسباب الورم الليفي

تقول فتاة أن الدورة الشهرية كانت تعذبها بشدة فكل شهر تأتي بألم أكثر من الشهر الذي يسبقه حتى أنها كانت تتناول المسكنات والأعشاب الطبيعية، واستخدم كمادات المياه الساخنة، ولكن لا فائدة فالألم لا يحتمل والنزيف لا يتوقف حتى أشعر أن دمي كله قد تم تصفيته بالفعل.

لهذا السبب سألت الأهل والأصحاب حتى أخبرتني إحدى قريباتي أن هذا الأمر يعاني أنني مصابة بورم ليفي لم أصدقها في البداية وتضايقت منها جدًا، لذلك ذهبت للطبيبة النسائية، وهناك اكتشفت أني أعاني من ورم ليفي بالفعل، وحين سألت الطبيبة عن سببه أخبرتني أن أسباب الورم الليفي تتمثل فيما يلي:

  • العامل الوراثي فالأورام الليفية تنتج عن تغيرات جينية مختلفة عن التي تتواجد في خلايا العضلات الرحمية الطبيعية.
  • التغييرات الهرمونية حيث إن هرموني الاستروجين والبروجسترون يعملان كمحفزات لنمو بطانة الرحم خلال كل دورة حيض تجهيزًا عملية الإخصاب والحمل مما يؤدي لزيادة نمو الأورام الليفية.
  • عوامل النمو الأخرى مثل المواد التي تعين الجسم على ترميم الأنسجة.

بالطبع قلقت بخصوص الإنجاب فأنا لازلت صغيرة، لكن الطبيب طمأنتني أنه ليس كبيرًا للحد الذي يسبب عقم، وقدمت لي أدوية وخطة علاجية وكانت هذه تجربتي.

هل يمنع الورم الليفي الحمل؟

كانت صديقتي متزوجة حديثًا رغم ذلك وجد على ملامحها أمارات الحزن والألم، لذلك سألتها عما تعاني منه حينها أخبرتني أنها اكتشفت أنها تعاني من ورم ليفي، إذ أن زوجها أكبر منها بعدد من السنوات، ويريد أن ينجب بسرعة لذلك أخذها لطبيبة نسائية تطمئنهم وتساعدهم على الإنجاب، ولكن الطبيبة أخبرتها بهذه الورطة.

ظللت أبحث على الإنترنت عن علاقة الأورام الليفية بالحمل، فوجدت أنها بالفعل يمكن أن تسبب عقم أو فقد للحمل خاصةً المخاطية منها، حيث إنها تسبب ما يلي

  • تعمل الأورام الليفية على سد قناة فالوب.
  • يحدث تغيرات في شكل الرحم بسبب هذه الأورام وهذا الأمر يؤثر على الطريق الذي تسلكه الحيوانات المنوية أو الجنين.
  • أحيانًا تؤدي الأورام الليفية إلى تغيير شكل عنق الرحم وهذا الأمر يتحكم في عدد الحيوانات المنوية التي تدخل للرحم.
  • تؤثر الأورام الليفية على حجم بطانة الرحم وهذا يصعب عملية انغراس الجنين في الرحم حيث تتحكم في تدفق الدم.
  • تصعب زرع البويضة في جدار الرحم وحتى إذ نجح الزرع فإن رحلة النمو ستكون محفوفة بالمخاطر والمشقات.

لم يحتمل قلبي أن أرها بهذا الوضع، لذلك سألت البنات على مجموعات التوصل ووجد أكثر من فتاة تحكي تجربتها مع الورم الليفي والحمل، وتؤكد أنها أنجبت طفل سليم معافى حتى اطمأنت وهدأ روعها.

مضاعفات الورم الليفي أثناء الحمل

تحكي سيدة أنها كانت ترغب في الإنجاب بشدة، وقد حاولت بشدة لسنوات طويلة هي وزوجها من أجل أن يرزقهم الله بولد صالح يرعاهم في كبرهم، ولكن لم يشاء الله وتعايشوا مع الأمر، ولكن بدأت تشعر بأشياء، ولم ترغب بأن توهم زوجها بأمل كاذب.

لذلك ذهبت للطبيبة بنفسها وبعد أن فحصتها وجدت أنها حامل بالفعل، ولكن أيضًا وجدت ورم كبير الحجم وحذرتها من هذا الورم إذ أن الأورام الليفية قد تسبب إجهاض، خصوصًا في حالة حساسة مثلها فإن الورم الليف يقود للعديد من المضاعفات مثل ما يلي:

  • يمنع الورم الليفي الكبير الجنين من النمو بشكل كامل كما يقوم بإنقاص المساحة المخصص للجنين في الرحم.
  • يسبب ما يعرف بانفصال المشيمة فتنعزل المشيمة عن جدار الرحم وينجم عن ذلك قلة الأكسجين والمغذيات الحيوية بسبب سد الورم الليفي لها.
  • قد تتفاقم الأوضاع وينتج عن الورم الليفي تقلصات في عضلات الرحم تسبب ولادة مبكرة.
  • تؤكد الدراسات أن السيدات اللاتي يعانين من ورم ليفي عرضة أكثر بست مرات للولادة القيصرية من السيدات اللاتي لا يعانين من هذا المرض.
  • توضح العديد من الأبحاث أن الأورام الليفية تضاعف احتمالات الإجهاض، حيث إن الورم الليفي ينمو خلال مراحل الحمل ويزداد حجمه بسبب الهرمونات التي يفترض أن تغذي الجنين فيزاحم الجنين في الحيز حتى يصل الأمر للإجهاض في أغلب الأحيان.
  • قد تؤدي الأورام الليفية إلى تمزق أغشية الجنين، حيث إن كيس الحمل أو الغشاء الأمينوسي الذي يحيط بالجنين قد يتمزق مما يزيد احتمالات العدوى والولادة المبكرة.
  • يحدث في الكثير من الأوقات نزيف تحت المشيمة بالأشهر الثلاث الأولى وهذا قد يصل لمرحلة الإجهاض.

لكنها أصرت والتزمت بالتعليمات حتى أنجبت طفلها الذي حلمت به لسنين وتقول تجربتي كانت مرضية والحمد لله، فالله لم يتركني بعد أن تضرعت له لسنوات من أجل طفل واحد أحبه أنا زوجي.

علاج الورم الليفي

في أحد البرامج التلفزيونية التي تعتني بالمرأة وصحتها كان موضوع الحلقة عن الأورام الليفية وتأثيرها على الحمل والولادة، لذلك كان هناك العديد من المتصلات الذين يرغبون من الطبيب أن يجيب على استفساراتهم.

إلى أن قامت متصلة بالسؤال عن طريقة علاج هذا الورم في حال كانت السيدة التي تعاني منه حامل بالفعل، أو إذا كانت ترغب بالإنجاب، فالعديد من الأشخاص قد أقلقوها من فكرة استئصال الرحم بالكامل، وهذا ما يجعلها تتساءل عن تجربتي .

فرد الطبيب بأن العلاج والطريقة التي سيتم استخدامها للتعامل مع الورم الليفي يعتمدون على عمر المريضة، والأعراض التي تعاني منها وحجم وعدد ومكان الورم الليفي تحديدًا، حيث يتم العلاج بأكثر من طريقة تتلخص فيما يلي:

  • يمكن اللجوء للعلاج الهرموني بالعقاقير الطبية والذي يعمد إلى تقليص حجم الورم والتحكم في الأعراض الظاهرة منه.
  • إذا لم تنجح الأدوية أو إذا كان الورم كبير الحجم أو كان موضع الأورام في التجويف الداخلي للرحم فيتم استخدام المنظار الرحمي والذي يقدم أفضل النتائج للعلاج ويصل بفرص حدوث مضاعفات، أو آثار جانبية مؤذي للصفر.
  • أما في حال كان حجم ورم غير قابل للتعايش فيتم اللجوء للجراحة بعد الولادة، إذا كانت المرأة حامل أو تنتظر بعد الجراحة بحوالي من 6: 9 شهور بعد استئصال الورم لتفكر في الإنجاب، وهذا لكي يأخذ تجويف الرحم الوقت المناسب من أجل الشفاء والالتئام.

العديد من السيدات يبحثون عن تفاصيل العلاج من الأورام الليفية، لأنها تمس جزء كبير وهام من أنوثة المرأة وطبيعتها وهو حلم الإنجاب.

Scroll to Top