تجربتي مع المفصل الصناعي تجربة مفيدة للغاية، فتمكنت بعد تركيب المفصل الصناعي من الاعتماد على نفسي وقضاء كافة احتياجاتي، حيث يتم تركيب مفصل صناعي في حالة تآكل الغضروف في المفصل، ويحدث هذا التآكل نتيجة للالتهابات المزمنة التي تصيب المفصل، وبالتالي التسبب في الألم وإعاقة الحركة، ويتم اللجوء إلى المفصل الصناعي كأخر الحلول بعد فشل كافة العلاجات سواء العلاج الطبيعي أو الأدوية، ومن خلال تجربتي سنتمكن من معرفة المزيد حول المفصل الصناعي.
تجربتي مع المفصل الصناعي
أنا سيدة أبلغ من العمر 45 عامًا، وأعاني من السمنة المفرطة نتيجة لقلة الحرق في جسمي، وليس نتيجة الإفراط في تناول الطعام، كنت أعمل في واحدة من الشركات الكبرى، ولكنني توقفت عن الذهاب للعمل في الشركة، وبدأت أعمل من المنزل نتيجة الألم الذي كنت أعاني منه في مفاصلي.
فكنت أعاني طوال السنوات الماضية من الخشونة الزائدة في مفاصلي، ولم أترك وصفة من الوصفات المنتشرة على الإنترنت، إلا وقمت بتجربتها ولكنها لم تجدي أي نفع، كما كنت أتناول الكثير من المسكنات للتخفيف من حدة الألم الذي كنت أشعر به.
لذا قررت الذهاب إلى الطبيب حتى يتمكن من مساعدتي في إيجاد علاج للألم الذي أشعر به، ومن هنا بدأت تجربتي ، قد أخبرني الطبيب أن المشكلة التي أعاني منها ليست بالبسيطة، وأنه لابد من اللجوء إلى تركيب مفصل صناعي.
كما أخبرني أن وزني الزائد هو السبب الرئيسي للمشكلة التي أعاني منها إلى جانب الأسباب الأخرى، وأنه يجب التخلص منه، فكنت قلقة في البداية من إجراء أي عملية جراحية خوفًا من الآثار الجانبية والألم الذي ينتج عنها.
لكن أولادي وزوجي أصروا على خضوعي لعملية تركيب المفصل الصناعي، باعتبارها الحل الأمثل لي في العلاج، لذا قمت بالتواصل مع الطبيب الذي سرعان ما حدد لي ميعاد لتركيب المفصل وكانت تجربة فعالة ومُرضية جدًا مقارنةً بما كنت أشعر به من قبل.
كما صرف لي الطبيب بعض الأدوية التي تسرع من عملية حرق الدهون، وبالفعل تمكنت من فقد وزني الزائد، وتمكنت من الحركة دون الشعور بالألم، وعاودت للعمل في الشركة مرة أخرى.
أوضح لي الطبيب الآثار الجانبية التي من الممكن أن تحدث عند تركيب المفصل الصناعي، وتتمثل تلك الآثار الجانبية في الآتي:
- الشعور بالتصلب في المفصل.
- إمكانية حدوث تآكل أو ارتخاء في المفصل الصناعي.
- التعرض لجلطات دموية في الأوردة، ومن الممكن أن يتطور الأمر ووصولها إلى الرئتين نتيجة لخطأ الطبيب في تقدير مكان المفصل الموضوع..
- من الممكن الإصابة بجرح في الأوعية الدموية والأعصاب.
- في بعض الحالات يتم التعرض للورم أو النزيف بعد العملية، نتيجة استخدام المسيلات الخاصة بالدم.
- الشعور بالألم أثناء النوم نتيجة للحركة الخاطئة للمريض والتي من الممكن أن تلحق الأذى بالمفصل.
- عدم المتابعة مع طبيب العلاج الطبيعي يؤثر على شفاء المريض.
- تجنب الإفراط في وضع الوصفات التي تعمل على تسكين الجرح، فلابد من استشارة الطبيب أولًا.
- من الممكن حدوث بعض الالتهابات نتيجة الإفراط في استخدام المضادات الحيوية قبل وبعد العملية.
كيفية تركيب المفصل الصناعي
كانت جارتي تعاني من الخشونة في الركبة وبدأت تسرد تجربتها مع المفصل الصناعي قائلة: تجربتي ساهمت في القضاء على مشكلة الخشونة التي كنت أعاني منها في الركبة، فكنت لا أقدر على القيام بالمهام المنزلية.
نصحتني إحدى صديقاتي في العمل باستخدام الزيوت الطبيعية، لعمل مساج للركبة ولكن هذه الأمور كانت بمثابة مسكن وحل مؤقت فسرعان ما يعاود الألم، لذلك قررت الذهاب إلى الطبيب لوضع علاج نهائي لخشونة الركبة التي تعيق حركتي.
أخبرني الطبيب أنني بحاجة إلى إجراء عملية جراحية عاجلة في مفصل الركبة، تجنبًا لتفاقم المشكلة وحدوث تآكل وهشاشة للركبة، كما أوضح لي أن السبب وراء الحركة بصعوبة، هو إصابة الغضاريف بالجفاف نتيجة لنقص السوائل بها، وبالتالي فقدانها القدرة على التحكم في الاحتكاك السليم.
استأنف الطبيب حديثه وأخبرني أن مفاصلي أصبحت شبيهة بالزجاج الهش، وبالتالي لا تقوى على رد الصدمات أو الكدمات أو حتى الحركة للقيام بالمهام المنزلية، وبعد القيام بعدة فحوصات وتحاليل خضعت لعملية تركيب مفصل صناعي في الركبة، وأنا الآن أفضل بكثير من السابق، وتمكنت من القيام بكافة المهام المنزلية دون مساعدة.
أخبرني الطبيب خلال تجربتي بالخطوات التي تمر بها عملية تركيب مفصل صناعي، وتتمثل تلك الخطوات في النقاط التالية:
- في البداية يتم إجراء عدة فحوصات وإجراء بعض التجهيزات، حيث إن الطبيب هو الذي سيحدد تلك الفحوصات حسب حالة المريض.
- تحديد الموعد المناسب لإجراء العملية والمكان الذي تتوفر به كافة المعدات.
- يتم استعمال المخدر، وبدء الجراحة عن طريق عمل فتحة طولية في الركبة.
- يعمل الطبيب على تجهيز العظام السفلية والعلوية لتهيئتها للعضو الجديد.
- يتم وضع الجزء المستبدل في الركبة، وذلك عن طريق تحديد نوع المفصل الذي يتم تثبيته.
- تحريك المفصل في قدم المريض للتأكد من مرونته وكونه ملائم للمريض.
- خياطة الجرح بطريقة جمالية مع تعقيمه، وهذه التقنية متبعة حديثًا في كافة الجراحات بشكل عام خاصةً الجراحات التي تتم في المفصل.
- يتم الانتهاء من العملية في خلال ساعتين فقط.
- يجب على المريض عدم تناول أي أكل أو الشرب قبل إجراء العملية الجراحية بست ساعات، وبعد العملية بساعة على الأقل.
- بعد زوال مفعول المخدر، يتم استخدام الثلج لمدة نصف ساعة في الأيام الثلاثة الأولى من العملية.
- يصف الطبيب جرعة مناسبة من المضاد الحيوي للمريض، على أن يتم تناوله كل 72 ساعة، لتلافي التهاب الجرح، وقد تختلف جرعة المضاد الحيوي من مريض لأخر.
- يتم تعقيم الجرح بشكل مستمر إلى أن يلتئم تمامًا، مع ضرورة استخدام المشاية ليتم تدريب المرض على الحركة والوقوف.
- يجب الانتظام في استخدام الثلج لتجنب تكون الإفرازات أو التقرحات على مكان الجرح.
لا يشعر المريض بالألم إلا بعد أيام متفاوتة من العملية، ويستمر هذا الألم لمدة شهرين إلى ثلاثة شهور كحد أقصى، ولكن عند استمرار الألم لابد من التوجه فورًا لاستشارة الطبيب.
مزايا المفصل الصناعي
كانت والدة زوجي تعاني من صعوبة كبيرة في الحركة، الأمر الذي يمنعها من التنزه والقيام بالمهام اليومية، وبدأت تسرد لي تجربتها قائلة: فور شعوري بألم في مفصل الفخذ، توجهت إلى الطبيب الذي سرعان ما أخبرني أنه لابد من تغيير المفصل بمفصل أخر صناعي.
من هنا كانت تجربتي حيث كنت قلقة في البداية من القيام بأي عملية جراحية في العظام، ولكن طمأنني الطبيب بذكر المزايا لتركيب المفصل الصناعي، وتشمل تلك المزايا ما يلي:
- استعادة القدرة على الحركة والقيام بالمهام اليومية دون حدوث ألم.
- إمكانية ممارسة التمارين الرياضية.
- يستمر المفصل الصناعي لمدة يمكن أن تزيد عن 10 إلى 15 سنة.
- فترة التعافي من تركيب المفصل الصناعي قصيرة نسبيًا.
- التخلص من الألم والإجهاد المستمر حيث يصبح المريض قادر على المشي والانحناء لأكثر من 90 درجة.
عيوب المفصل الصناعي
أثناء مشاهدتي لبرنامجي المفضل الذي يناقش مشاكل الصحة، وتم استضافة استشاري عظام، قام رجل مسن بعمل مداخلة هاتفية مع البرنامج وبدأ حديثه قائلًا: كنت أعاني من آلام شديدة في مفصل الركبة إلى أن أخبرني الطبيب المعالج أنني بحاجة لتركيب مفصل صناعي.
كانت تجربتي سيئة، فبعد أن خضعت لعملية جراحية لتغيير مفصل الركبة، بدأت أشعر بالتخدير في الحافة الخارجية للركبة مع عدم القدرة على انحناء الركبة، قام الطبيب بالرد على الرجل وأوضح له العيوب الناتجة عن المفصل الصناعي، وتتمثل تلك العيوب في النقاط التالية:
- تعرض المفصل الصناعي إلى التآكل بمرور الوقت، ويتم اللجوء إلى عملية جراحية أخرى لمعالجة هذا التآكل خاصةً إن كان عمره أقل من 60 عامًا.
- إصدار صوت طقطقة أو نقرات من الركبة بعد استبدال المفصل بمفصل أخر صناعي.
- لا يكون المفصل الصناعي بنفس كفاءة المفصل الطبيعي.
- محدودية الحركة.
- الصعوبة عند القيام بالحركات التي تتطلب وضع الثقل على الركبة مثل الركوع.
- عدم القدرة على انحناء الركبة في حالة تركيب مفصل صناعي للركبة.
أساليب العلاج الطبيعي للمفصل الصناعي
من واقع تجربتي يمكن القول إن العلاج الطبيعي هو العامل الأساسي لنجاح عمليات تركيب مفصل صناعي، وتتمثل أساليب العلاج الطبيعي في الآتي:
1- القيام بالتمارين الرياضية
بعد أن يتم إجراء عملية المفصل الصناعي وانتهاء فترة التعافي، يتم اللجوء إلى ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة، لزيادة كفاءة عمل العضلات، وعلى الرغم من بساطة التمارين، إلا أنه لابد من تطبيقها مع طبيب متخصص في العلاج الطبيعي، لمنع حدوث أي مضاعفات، او إلحاق الأذى بالمفصل.
2- متابعة مدى تحسن المريض
من الضروري متابعة المريض مع الطبيب الذي أجرى له العملية، لمعرفة مدى التطورات التي حدثت للمريض، سواء من ناحية الشعور بالألم أو التحس التدريجي، كما يفضل التواصل بين دكتور العلاج الطبيعي والجراح.
3- متابعة قدرة تحمل المفصل الصناعي
هي الخطوة الأخيرة التي يتم من خلالها معرفة مدى نجاح العملية، ويقوم في هذه المرحلة بمضاعفة التمارين الحركية لمعرفة مدى تحمل المفصل، وفي هذه المرحلة يتم الاستغناء تمامًا عن العكاز، ولابد من مراعاة زيادة الأحمال تدريجيًا، حتى لا يتعرض المفصل لأي تلف أو حمل زائد.
المفصل الصناعي هو السبيل الذي يلجأ إليه الكثير من المرضى الذين يعانون من صعوبة الحركة، لكونه يمتلك عدة مزايا على رأسهم التخلص من الألم المستمر.