ما هو معنى تغدو وما المقصود بتغدو خماصًا وتروح بطانًا؟ وما علاقتها بالتوكل على الله؟ حيث إن اللغة العربية مليئة بالفصاحة والبلاغة، لذا فنجد أن الكلمة الواحدة لها أكثر من معنى مختلف، فهي اللغة التي اختارها الله تعالى لكي ينزل بها القرآن الكريم كما التي اختارها النبي صلى الله عليه وسلم لقول الأحاديث النبوية الشريفة، لذا سوف نتعرف في هذا الموضوع على معنى كلمة تغدو بشيء من التفصيل، من خلال السطور القادمة.
معنى تغدو وما المقصود بتغدو خماصًا وتروح بطانًا
جميع المناهج العربية والإسلامية كثفت كامل تركيزها على أن تعلم الطلاب اللغة العربية بشكل سليم، حيث إن اللغة العربية تحتوي على العديد من الكلمات البليغة التي قد يقف أمامها الناس عاجزون عن أن يجدون لها معنى، ومن بينها معنى تغدو وما المقصود بتغدو خماصًا وتروح بطانًا.
كلمة تغدو هي فعل مضارع تم اشتقاقه من الفعل الثلاثي غدا، وهي من الكلمات التي ذكرت في القرآن الكريم بعِدة صيغ مختلفة، ولكن المعنى المقصود منها هو تصير، أو تصبح، أو تذهب أول النهار، ما بين الفجر والصبح.
تعد تلك الكلمة من الكلمات التي تستخدم في الصباح، فعلى سبيل المثال نقول متى سوف تغدو إلى عملك؟ والمقصود منها هي متى سوف تذهب إلى العمل، ومن صور استخدامها في فترات الصباح جملة يغدو الديك بصياحه، أي يقوم بالصياح في الصباح، وعكس كلمة تغدو تبقى أو تستقر.
المقصود بتغدو خصاما أي تذهب في أول النهار ضامرة البطون من شدة الجوع أما تروح بطانا معناها ترجع آخر النهار ممتلئة البطون.
علاقة تغدو بالتوكل على الله
ربط العديد من الأشخاص كلمة تغدو بالتوكل على الله عز وجل، حيث إنها تُبين الكم الكبير من فضل الله تعالى، وتشير إلى مدى اعتماد الإنسان على الله في كل وقت، والغدو صباحًا يكون بغرض البحث عن الرزق، وذكرت تلك الكلمة في أكثر من حديث شريف.
روى سيدنا عمر بن الخطاب عن الرسول صلى الله عليه وسلم لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُوا خِمَاصاً وَتَرُوْحُ بِطَاناً”، والمقصود من الحديث الشريف أن الطير يذهب في النهار متوكلًا على الله تعالى في الحصول على رزقه.
فالإنسان الذي يتوكل على الله تعالى هو الذي يرتبط قلبه بالله، ويعلم أنه لا يوجد شيء يمكن أن يحدث في هذه الدنيا من خير أو اتلاء إلى بمشيئة الله تعالى، والاكتساب والتحصيل والغنى كلها أمور بيد الله تعالى، وخارجة تمامًا عن ذكاء الإنسان أو علاقته بمن حوله.
تبين ذلك في الآية الكريمة قال تعالى: “إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي” [القصص: 78]، فالله تعالى هو مسبب الأسباب وما نحن إلا وسيلة لحدوث ما يشاء الله، ويقول الله تعالى “مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ: [الإسراء:18].
هناك العديد من العِبر التي يمكن الاستفادة منها من هذا الحديث الشريف ومن أهمها التوكل على الله، والأخذ بالأسباب، والتوكل على الله حق التوكل، فإن الرزق مقدر ومكتوب على جميع الكائنات الحية ولا يقتصر على الإنسان فقط.
هناك الكثير من المفردات التي يقف أمامها الإنسان لا يعرف لها معنى، فاللغة العربية لغة الفصاحة والبيان، فهي لغة القرآن الكريم، لذا قام علماء الفقه واللغة بتفسير معاني العديد من الكلمات، خاصةً الواردة في القرآن الكريم.